تتواصل الحرب في الجزيرة ويتواصل سقوط القتلى والجرحى والفرار من القرى فالجحيم أصبح لا يطاق والانتهاكات بما فيها القتل تتسع رقعتها كل يوم ولا أمل للوصول لحل سلمي ولا أمل في حسم عسكري فالجميع يُظهر نفسه على أنه المتفوق عسكرياً على الأرض وربما كان ذلك في مواعين وسائل التواصل الاجتماعي والضحية الوحيد هو المواطن المسكين الذي لم يُفلح جيشه حتى الآن في إعادته لموطنه إلا عبر وعود يبدو أنها صعبة التحقق وكذا الطرف الثاني الذي يُسرف في القتل والترويع ثم يعود من طريق آخر ليقول إنه يسعى لمدنية وديمقراطية على جثتك وأنقاض منزلك..
مواطن كالثوب يشده المتقاتلون على أنقاض الوطن من أطراف فيمزقونه شرق تمزيق ويدوسون على آماله وأحلامه في عيش كريم له ولأبنائه فذاك باحث عن معركة كرامة وهذا باحث عن دولة مدنية خالية ممن يسمونهم الفلول ويتخذونهم ذريعة لارتكاب أي جرمٍ شنيعٍ بحقهم..
لا ندري وقد صرنا أغراباً نازحين في وطن يلفظنا من مكان لآخر ويسلمنا للذل وانتهاك الكرامة والموت المحقق والتسول بعد أن كنا كراماً في ديارنا.. حتى متى يا هؤلاء فقد تطاول أمد الحرب وانسد أفقها وضاقت حلقاتها على بقية المدن في ظل الضبابية التي تحيط بهذه الحرب ومن يديرها فلا ضحية غيرنا نحن المواطنين العزل الذين لا ذنب لنا في شهوات الساسة وأحلامهم التي يريدون تحقيقها على أنقاض الوطن وجثث شعبه التي تنهشها الكلاب ولا تجد من يواريها الثرى فلا كرامة لحي أو ميت في هذا الوطن..
في الجزيرة تشكلت إدارة مدنية قيل أنها تهدف لحماية المدنيين وتقديم الخدمات الضرورية وتبث مواعين التواصل الاجتماعي أنشطتها ومساعيها بإعلام مصنوع باحترافية بينما
تهاجم قوات الدعم السريع ” قرى في ولاية الجزيرة، مستخدمة الذخيرة الحية ضد سكان عُزل” وترتكب العديد من الانتهاكات، تعتدي على الأعراض وتمارس التهجير القسري، فضلاً عن السلب والنهب” وفي وجهها الآخر تقول أن ما يجري هو من صنع الفلول الذين يريدون تشويه صورتها الجميلة كقوات تراعي المواطن وتحفظ كرامته الإنسانية ولا تسمح بوقوع فظائع بحقه..
الطرف الآخر تراجعت مصداقيته منذ انسحابه من ود مدني ووعوده التي لم يوفي بها حتى الآن في تبيان حقيقة ما جرى في الجزيرة وحقيقة المعارك على الأرض في المحاور التي يتحدثون عنها ووعود العودة التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن فهم يقولون أن الحسم اقترب فيما تعكس ما تبثه آله المليشيا واقعاً مغايراً عن هزيمتهم للجيش في محاور الفاو وغيرها..
نرجو منكم شيء واحد أيها المتقاتلون على أنقاض الوطن.. أن تقتلونا بلطف وكرامة إن كان لنا كرامة تُرجى فيما ظنناه وطننا أو ابحثوا لنا عن وطن بديل لتتقاتلوا أنتم براحتكم وتشبعوا نزوات وشهوات ما تريدون تحقيقه من وراء حرب وقودها المواطن..